
بسم الله الرحمن الرحيم
هل من فرق بين التاريخ والتأريخ؟
الجواب : الفرق كبير بين التاريخ والتأريخ!
قلنا أن التاريخ هو سلسلة الحوادث التي قدّر وقوعها عند تقاطع الزمان مع المكان.
والتاريخ هو سلسلة طويلة من الحوادث بدأت مع بدء الخلق ولن تنتهي الا بانتهاءه! مهما كانت تلك الحوادث صغيرة أو كبيرة فالتاريخ يعاملها على أنها حادثة.
أما التأريخ فهو ما استطاع الانسان العاقل - وأغلب من أرّخ هم من العلماء - أن يرسم ويكتب ويدوّن وينقل للأجيال القادمة عبر الرواية الشفوية أوالكتابة الخطية أو الرسومات البسيطة ما رآه أو سمعه مما تناقلته الاخبار من هنا وهناك.
والأخبار هنا هي جزء من هذا التاريخ الذي لم نستطع الالمام بحوادثة ، هذه الأخبار تختص بما حدث للبشر أو لما يحيط بالانسان في بيئتة من حوادث طبيعية.
التأريخ هو خاصية انسانية حصرية! فالانسان الذي يعتبر من آخر من خلق الله من مخلوقات .. هو المخلوق الوحيد الذي ثبت أنه يدّون ويؤرخ الحوادث!
التأريخ لم يكن علما يعتد به الا بدخول العصر الاسلامي ، والعلماء المسلمون يعتبرون هم المؤسسين الحقيقيين للتأريخ وقبلهم لم يكن التأريخ له أي وجود مؤسسي علمي يذكر.
فالتأريخ الانساني أضاع الكثير الكثير من حوادث التاريخ قبل الاسلام ربما أهمها الخلط بين مصر النيل ومصر القرآن! أو حقيقة بني اسرائيل وموسى عليه الصلاة والسلام وفرعون والمكان الذي تواجدوا فيه .. وطبعا لا يغيب عنا اضاعة التأريخ الانساني للمسيح عليه الصلاة والسلام مكانا وزمانا وتاريخا!!!
وللأسف مثله مثل باقي الأعمال البشرية الكثيرة .. فان أعمال التأريخ خاصية ذكورية ، يعني تختص بالذكور من البشر من دون الاناث ، فالتاريخ كله وبكل ما فيه لم ينبئنا عن مؤرخة انثى واحدة!
عدا طبعا ما نسمع اليوم من مؤرخات غربيات معاصرات يعددن على عدد الأصابع وليس لديهن أي أعمال مميزة ، نتمنى منهن الاستمرار وندعو لهن بالتوفيق.
والله أعلم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق